منذ ايام قليله جدا فشلت صفقه انتقال احمد على لنادى اهلى بنى غازى الليبى بعد مفاوضات استمرت ما يقرب من شهر كامل وينتهى عقد احمد على بنهايه الموسم المقبل ويتبقى له 4 شهور ويحق له التوقيع لأى نادى اخر يناير المقبل 2014 .
فى نفس الوقت ونفس الظروف ينجح الاهلى فى اعاره محمد ناجى جدو الى هال سيتى الانجليزى لمده عام وقام اللاعب بالتجديد على عقد لمده عامين مع الاهلى وينتهى عقد جدو مع الاهلى نهايه الموسم المقبل مثل احمد على .
المفارقه ان المواقف متشابهه جدا بغض النظر عن حجم كل لاعب والنادى الذى سينتقل اليه ولكن المقارنه هنا من قدره كل نادى التسويقيه حيث نجح الاهلى فى تسويق جدو فى خلال 11 ساعه تلقى فيهم العرض ونجح فى استغلاله بينما فشل الاسماعيلى على مدار 3 شهور فى تسويق اللاعب سواء الاتحاد الليبى كما تردد فى البدايه او اهلى بنى غازى الليبى .
يتشابه جدو واحمد على فى كون اللاعبان من النوع المادى وكثيرى المشاكل وكان من الواضح استحاله تجديد الثنائى لعقودهم مع انديتهم واتهم الكثيرين داخل الاهلى جدو بالنمرده وهى نفس التهمه التى تلقاها احمد على ولكن الفارق كانت فى المعامله والقدره التسويقيه للاهلى .
الاهلى خرج بمكاسب ربما ماديه ليست كبيره ولكنه نجح فى تحقيق افضل نتيجه سيئه بدلا من خساره الجلد والسقط فبدايه هال سيتى كان من الواضح انه يرفض ضم جدو عقب نهايه الموسم الماضى رغم نجاحه خوفا من طلب الاهلى مبلغ لن يقل عن 3 مليون استرلينى كما تردد وهو مبلغ ضخم للغايه لا يستحقه المهاجم الدولى الذى يبلغ من العمر 28 عام وفضل هال سيتى البحث عن وجوه اخرى وعندما ضاق به الوقت فضل مفاوضه جدو قبل لحظات من اغلاق باب القيد فى الوقت الذى رفض فيه جدو التجديد مع الاهلى بمقابل مادى مثل زملائه ابوتريكه ووائل جمعه وسيد معوض وكان الاهلى مهدد بفقدان جدو مجانا نهايه الموسم مثلما حدث مع حسام غالى ولكن ضغط هال سيتى لحسم الصفقه ونجح الاهلى فى تحويل ضغط هال سيتى فى اخر يوم للقيد الى مكسب معقول رغم ان الكثيرين رفض الاعتراف بقيمه انتقال جدو معارا الى هال سيتى مقابل 200 الف دولار فقط بما يوازى مليون و400 الف جنيه لمده عام كامل فى الوقت الذى اعار الاهلى نفس اللاعب ولنفس النادى لمده 6 شهور فقط من يناير الماضى الى يونيو الماضى مقابل مبلغ مادى وصل الى 300 الف دولار بما يوازى مليونى و150 الف جنيه .
ولكن بالنظر لباقى البنود سنجد ان الاهلى نجح فى الحصول على 4 مميزات بالصفقه ابرزها :
– تجديد عقد جدو لمده عامين وحتى وصول اللاعب لسن ال30 بعدما كان رافضا للتجديد
– حصول الاهلى على مبلغ 100 الف دولار اضافيه حسب نسبه مشاركته مع هال سيتى وبنظره سريعه سنجد ان الاهلى سيحصل كحد ادنى على 50 الف دولار من ذلك البند
– تنازل اللاعب عن مبلغ 700 الف جنيه مستحقاته المتأخره
– توفير مبلغ 3 ملايين جنيه قيمه عقد جدو الموسم المقبل
– قام هال سيتى بعلاج اللاعب على نفقته الشخصيه وحصل اللاعب على فتره اعداد وتأهيل ممتازه فى انجلترا مجانا وهو ما وفر على النادى مبلغ لا يقل عن 500 الف جنيه
بعد المميزات السابقه سنجد ان قيمه الصفقه ارتفعت الى 2.5 مليون جنيه تقريبا بخلاف توفير قيمه عقد اللاعب الموسم المقبل وتكاليف علاج اللاعب والاهم من ذلك تجديد عقد اللاعب لمده عامين .
تجديد عقد جدو لمده عامين مربط الفرس والانتصار الاكبر الذى حققه الاهلى على اللاعب وهال سيتى فاللاعب الذى اتفق مع النادى الانجليزى على الضغط بقوه على الاهلى باللحظات الاخيره والمساومه بورقه امكانيه رحيله مجانا وعدم استفاده الاهلى من اى مبالغ ماليه فاضطر مسئولى الاهلى بالبلدى لتطبيق المثل البلدى ( لما تجيلك الريح تطاطى ) ورضخ مسئولى الاهلى ورفعوا الرايه البيضاء وخسر معركه امام اللاعب وهال سيتى ولكنه فى كسب نقطه ستفيده مستقبلا وهى عقد جديد مع اللاعب لمده عامين وسيصبح اللاعب امام احتمالين لا ثالث لهم :
– تألق مع النادى الانجليزى ووقتها يبيعه الاهلى بمبلغ مالى كبير فى الدورى الاقوى عالميا لهال سيتى او غيره بعشرات الملايين من الجنيهات وتعويض الخساره الماديه التى تعرض لها الاهلى نتيجه ضغط اللاعب ومراوغته ومناورته بورقه تجديد العقد
– فشل اللاعب مع النادى الانجليزى فيعود من جديد للاهلى ولكن سيصبح الاهلى فى الطرف الاقوى من اللاعب وسيقوم بالبلدى ( تعليم اللاعب الادب ) نتيجه مناورته للاهلى وضغطه لاجبار اداره الاهلى على اعارته لهال سيتى وسيصبح اللاعب تحت جبروت الاهلى وسيربح الاهلى الجوله المقبله ما بعد عوده جدو من انجلترا
لذلك سنجد ان الاهلى طبق فكره المكسب البعيد وضحى مؤقتا من اجل ان لا يخسر المعركه بالكامل امام اللاعب .
بالنظر للاسماعيلى سنجد قمه الفشل التسويقى فى اداره ملف اللاعب الذى سيصبح لاعب جديد فى قائمه الراحلين مجانا عن الاسماعيلى فالاسماعيلى لم يكن واقعيا فى طلباته اطلاقا لبيع اللاعب او اعارته وحاول تطبيق مبدأ الفهلوه وكانت النتيجه الفشل
الاسماعيلى طلب 500 الف دولار بالكامل مع تنازل اللاعب عن مستحقاته المتاخره التى تصل الى 800 الف جنيه ليصل اجمالى المبلغ الى 4.3 مليون جنيه فى لاعب غير دولى مثل جدو ولم يحقق انجازات مع المنتخب بخلاف جدو ويتبقى له 4 شهور ويوقع لأى نادى اخر .
الاسماعيلى حاول تحقيق المكسب السريع دون ادراك ان اللاعب يكسب مزيد من الوقت وسعر اللاعب يقل كلما مر الوقت وان اللاعب يناور للحصول على اكبر مكسب وهذا حقه خاصه ان اداره النادى تباطئت تماما فى فتح ملف تجديده منذ العام الماضى وتركته حتى وصلنا لتلك المرحله المتأخره التى جعلت موقف اللاعب اقوى بكثير من النادى .
لم ينجح الاسماعيلى فى اقناع اللاعب بالتجديد ولو لمده عام واحد مع اعارته للنادى الليبى الذى عرض على اللاعب مبلغ 350 الف دولار سنويا بما يوازى مليونى وربع تقريبا وهو مبلغ ضعف ما يتقاضاه احمد على مع الاسماعيلى علما ان الفرصه انتهت لانتقال اللاعب للنادى الليبى وليس كما يردد بعض اعضاء المجلس ان اللاعب طماع ويرغب فى الحصول على قيمه الصفقه بالكامل من النادى الليبى فى يناير المقبل او نهايه الموسم الحالى .
النادى الليبى لن ينتظر احمد على فهو ليس صامويل ايتو او كافانى بل وقام بضم مهاجم بديل وهو لاعب منتخب زيمبابوى سادومبا هداف الهلال السودانى السابق واصبح سادومبا هو بديل احمد على حتى نهايه الموسم .
تفسير ما حدث ان اللاعب حاول الاستنصاح والضغط على الاسماعيلى والحصول على اكبر مكسب وتصرف مثل جدو فى قضيه الاهلى ولعب على ورقه حاجه الاسماعيلى الى المال بشكل ملح حتى وصلت قيمه الصفقه الماديه الى 200 الف دولار يحصل عليهم الاسماعيلى مع تنازل اللاعب عن مستحقاته لتصل قيمه الصفقه الى ما يقرب من مليونى وربع منهم مليون و400 الف كاش ولكن رفض الاسماعيلى العرض واصر على حصوله على مبلغ 300 الف دولار مع تنازل اللاعب عن مستحقاته !!
الاسماعيلى لم يكن يخسر شيئا حتى لو كان وافق على اعاره اللاعب مجانا للنادى الليبى لمده عام مقابل تنازله عن مستحقاته بالكامل وحصوله بمفرده على مليونى وربع المليون جنيه من النادى الليبى على ان يجدد لمده عام مع الاسماعيلى على الاقل ولكن تفكير مجلس الاسماعيلى كان منحصرا فى نقطه واحده فقط فى قضيه احمد على وهى ( كيفيه الحصول على اكبر مبلغ مادى كاش ) وهو تفكير خاطىء لان للمكاسب وجوه كثيره لم ينظر مسئولى الاسماعيلى سوى لوجه واحد والنتيجه خساره كافه الاوجه فلم يكسب الاسماعيلى المال ولن يجدد للاعب وسيرحل مجانا ولن يتنازل عن مستحقاته الموسم الماضى وسيحصل على مستحقاته للموسم الجديد ليصل اجمالى ما سيحصل عليه مليونى جنيه !! ليصبح الواقع خساره الاسماعيلى مليونى جنيه بدلا من ان يكسب مليونى جنيه وهو نتيجه غشوميه مسئولى الاسماعيلى وعدم قدرتهم على اداره الملف من ناحيه تسويقيه جيده رغم اتساع الوقت امامهم للتفكير بخلاف مسئولى الاهلى الذى لم يتاح لهم سوى الساعات فقط لحسم قرارهم .
الغريب فى الموضوع حاله التصعيد من جانب المجلس والجهاز الفنى والجماهير ضد اللاعب كأنه رغبه اكيده فى التخلص من اللاعب واجباره على كراهيه النادى والرحيل مجانا ليصبح السؤال لماذا فى الاعوام الثلاثه الاخيره بات الكثير ممن يرتدون فانله الاسماعيلى ( يكرهون ) النادى بمعناها اللفظى الحقيقى الواضح .
الحقيقه ان استنصاح مسئولى مجالس الاسماعيلى المختلفه فى اخر 3 اعوام وبات الاسماعيلى من اكثر الانديه ان لم يكن اكثرها فى ( سوء السمعه ) بالمجال الكروى من ناحيه دفع مستحقات اللاعبين والمدربين وبات النادى رقم 1 فى عدد الشكاوى باتحاد الكره وصلت المبالغ المدان بها النادى عند اتحاد الكره بسبب شكاوى اللاعبين والمدربين الى 3 ملايين ونصف المليون جنيه .
جماهير الاسماعيلى باتت تحتاج لتوعيه لكيفيه التعامل مع اللاعبين بعدما انتشرت ظاهره معايره اللاعبين ونشر صورهم القديمه عند قدومهم للنادى وخاصه المغمورين منهم ومعايرتهم بشكل قمىء مما يجبر اللاعبين على كراهيه النادى وجماهيره ومن الطبيعى ان اى لاعب مغمور او شاب صغير يكون قليل الاهتمام بنفسه وعندما تتحسن ظروفه الماديه يهتم بمظهره ونجوميته بشكل أفضل وهو امر طبيعى لا يحتاج لمعايره تجعل اللاعبين يكرهون النادى ويبتزونه وقت اللزوم عند التجديد .
على اى حال موقف الاهلى من جدو والاسماعيلى فى احمد على يوضح ولو بنسبه قليله كيف نجح الاهلى فى 11 ساعه فيما فشل فيه الاسماعيلى فى 60 يوم ولنعلم احد الاسباب التى أوصلت الاسماعيلى لهذا المنحدر الذى وصل اليه .
