
بقلم : فادى زيكو
ليس عيبا ان تخطئ , العيب هو عدم التعلم من خطأ الاخرين والأدهي هو عدم التعلم من اخطائك الشخصيه.
ليس خفيا ان الاسماعيلي يمر بأصعب فتره في تاريخه الذي استمر ل 87 عاما , فما بين مطرقة التخبط الاداري وسندان مستحقات اللاعبين المتأخره و تعنتهم المتوقع في التجديد , يقع الاسماعيلي لا حول له ولا قوه يتقاذفه المحسوبين عليه رافضين تحمل مسئوليته , وحتي من تحمل المسئوليه , يبدو انه اتي لتخليص ما حدث معه اثناء فترته السابقه.
حل البيع , تم التمهيد له من المجلس السابق الذي هو السبب في كل ما نحن فيه حاليا –والعجيب ان هناك بعض الاصوات التي تنادي برجوعه- , المهم انه تم التمهيد للجمهور بأنه لا بديل عن البيع , ولكن هل البيع هو الحل فعلا للخروج من الازمه الحاليه , ام انه مخدر سريعا ما سيزول مفعوله لنقع ثانيا وثالثا وعاشرا في نفس الورطه.
بالترتيب : عبدالله السعيد , أحمد حجازي , أحمد علي , أحمد سمير فرج , هم الاسماء المقترح بيعها للخلاص من الأزمه الخانقه التي نمر بها حاليا.
منذ حوالي التسع سنوات ولمدة عامين , قام ابراهيم عثمان بالتفريط في أفضل فريق مر في تاريخ الاسماعيلي ببيع كل من بركات و الشاطر و النحاس و بسيوني و جعفر و يونس وتراوري ومن قبلهم اوتاكا و سيكا وكان قبلم قد رحل بيبو و البرازي واصيب ايمن رمضان ومعه سعد عبد الباقي , لينتهي أقوي فريق جاء في تاريخ الاسماعيلي – من وجهة نظري- ويتم تعويضه بلاعبين من عينة عبد السلام طلبه و سيد عبد المغني و جاباتي و يوسف جمال و مدافع من الشرقيه لا اتذكر اسمه حتي وتصعيد ناشئين مثل عماد عبد المنعم و محمد حسيب والجمل و علي جمعه و ناصر كامل وغريب فتحي و الاعتماد علي الشباب الذي تم تصعيده مع من رحل مثل احمد فتحي و حسني عبدربه و محمد محسن ابو جريشه ومحمد عبد الله ومحمد صبحي مع من بقي مثل محمد حمص وعمرو فهيم وسيد معوض , لينهار الفريق الذي حصد دوري و كأس ووصيف افريقيا و العرب والكونفيدراليه ويتلقي سداسيه من الاهلي في الاسماعيليه لتلقي بالعثمانيين خارج النادي القائم في 6 شارع رضا وتتبعها فتره سوداء ذاقت فيها الجماهير طعم الهزيمه من الومنيوم نجع حمادي بالثلاثه و من انبي في الاسماعيليه بهدفين وغيرها من الهزائم التي القت به في المركز الثامن وكان مهددا بالهبوط انذاك لولا ستر ربنا ونحصد حتي الان ما يقارب من العشر سنوات من فراغ البطولات بينما يتنعم الاخرين في البطولات بأقدام من تركناهم بفتات الأموال وعنجهية “اللي عمل بركات يعمل 100 بركات”
المهم اننا حاليا كوننا فريق يستطيع حصد ولو بطوله سنويا تسعد مئات الالاف من الجماهير المتعطشه , ووقفنا ضد ارادة من خرب الاسماعيلي ثلاث سنوات متتاليه الذي اراد البيع كيفما شاء , وجاء مجلس جديد اخلف وعوده , ليضع الجماهير امام حل واحد يتم الترويج له من كافة الأطياف , البــــيــــــــــع.
المتابع للاسماعيلي خلال اخر موسمين , يعلم جيدا ان قوام الفريق الاساسي يتمثل في كل من , ابراهيم يحيي , عمرو السوليه , حسني عبدربه , احمد سمير فرج , عبدالله السعيد , أحمد علي ومعهم بصوره ثانويه كلا من أحمد خيري , جودوين , المعتصم سالم وأحمد صديق.
اذن فمن غير المنطقي بيع 3 من القوام الأساسي وربما يتبعهم رابع لم يتم حسم بقاءه من رحيله حتي الان , والمقابل الابقاء علي اللاعبين الغير مهمين في الفريق في الفتره الاخيره ويتقاضون العقود العاليه.
ولنتكلم بلغة الأرقام , ليس من المنطقي ان ابيع لاعب مثل عبد الله السعيد بمبلغ حوالي 8 مليون جنيه في افضل الأحوال ولاعب مثل حجازي بمبلغ 4 مليون جنيه , لدفع عقود محمد محسن ابو جريشه صاحب الهدف السنوي والذي يتقاضي مليون و 300 الف , وعمر جمال الذي لم نستفد منه اخر موسمين صاحب العقد ذو المليون و 800 الف جنيه و احمد الجمل صاحب العقد ذو ال 950 الف جنيه و محمد صبحي صاحب عقد المليون و ال500 الف , ومحمد فتحي صاحب العقد ذو ال900 الف و محمد حمص لاعب الشوط الواحد صاحب العقد ذو ال 2 مليون جنيه والذي يصل اجمالي عقودهم سنويا الي 8.5 مليون جنيه.
ليس هناك ذو عقل يمكن ان يوافق علي بيع افضل لاعب في الفريق حاليا وأفضل لاعب صاعد في مصر للصرف علي لاعبين أصغرعم عمرا 29 عاما وافضلهم انتاجا مستواه لا يتعدي مستوي لاعب صاعد.
قبل ان تبيعوا اي نجم , تخلصوا من اللاعبين ذو العقود العاليه والتي لا يربطنا بهم حاليا الا العواطف في زمن اصبحت لغة الأموال هي السائده والمتحكمه في كل شئ , رحيل هؤلاء اللاعبين وان لم يأتوا بمقابل مادي ينعش الخزينه , فهو سيلقي بحمل ثقيل من علي كاهلها , ان لم يأتوا بعروض حتي , اعطوهم استغناءاتهم مقابل التنازل عن مستحقاتهم.
العبره ليست بالعدد , انما بمن يستطيع صنع الفارق , تعلموا من تجربة ليفربول , هذا النادي الذي رحل عنه في موسمين كلا من تشابي الونسو و اربيلوا وسامي هيبيا ويوسي بنعيون و رييرا و ماسكيرانو و رافا بينيتيز و تعاقد مع روي هودجسن والذي اعتمد علي الكم وتعاقد مع لاعبين منتهين الصلاحيه امثال جو كول وبولسن وكونشسكي ليقبع الفريق في النصف الاخير من الجدول ويصبح مهددا بالهبوط في بعض الاوقات نتيجة سياسة البيع الخاطئه.
ولكن عندما تدخلت الاداره بتعيين الملك دالجليش , قام بتبني سياسة البيع الصحيحه , فوافق علي بيع توريس للبلوز وبمقابله تعاقد مع لاعبين في غاية الاهميه للفريق وهم اندي كارول نجم انجلترا الصاعد ولويس سواريز وفي نفس الوقت , لم يبقي علي اللاعبين اصحاب العقود العاليه , وباع بولسن و كول و ماكسي رودريجز و اكويلاني و كونشسكي و بابل وتعاقد مع لاعبين بعقود منخفضه واصحاب اعمار سنيه منخفضه امثال هندرسون و داوننج و كوتس و خوسيه انريكي , ليصبح الليفر المنافس المتوقع مع الثلاثي المان يونايتد و المان سيتي و البلوز.
مثال اخر هو الارسنال , الذي وافق بعنجهيه علي بيع فابريجاس و نصري و كليشي اصحاب القوام الرئيسي وترك لاعبين لم يضيفوا شئيا للفريق اخر موسمين امثال روزيسكي و ارشافين , والنتيجه ثمانيه من مانشستر ربما تطيح بفينجر متبني سياسة التقشف و الكيدز التي لم تعد تجدي نفعا في زمن اصبحت هناك قوي شرائيه بحجم المان سيتي و البلوز.
مثال اخر وهو اليوفنتيوس , الذي اعتمد في اخر موسمين علي سياسة الكم وليست الكيف , وجهز قائمه تعدت ال 40 لاعبا اغلبهم من عينة تياجو و سيسوكو و توني وحميدتش و الميرون و اماوري و ميلو ليقبع الفريق في المركز السابع لموسمين متتاليين ويصبح طاردا للنجوم وليس جاذبا لهم.
ما نتعلمه من التجارب الثلاثه السابقه , ان البيع فن , فلا يمكن ان ابيع نجوم الفريق وابقي علي لاعبين لا تفيد بعقود عاليه بدون تعويض للنجوم الراحله , ولا يمكن ان احقق شيئا بقائمه مليئه بدون من يستطيع صنع الفارق وسطهم , ولن تفيدني العنجهيه ومبدأ الباب يفوت جمل لأن الناتج سيكون عشر سنوات من الجفاف مره أخري ونحن مقبلون علي المئويه التي نتمني ان نحقق فيها شيئا بعيدا عن تأدية دور الكومبارس واعداد النجوم لمن يحصد بهم البطولات ويحصد المجد لنفسه بينما نحصد نحن الدموع مرددين شعارات لا تغني ولا تثمن من جوع.
اللهم قد بلغت , اللهم فأشهد