بقلم ابو الرجال : الإسماعيلي و سياسة ركل الحائط بالرأس .. “روشتة النجاح”

بقلم : احمد حسين ابو الرجال

منذ فترة كبيرة, تحول شغفي بالنادي الإسماعيلي إلي رغبة حقيقية في معرفة أسباب إرتفاع و هبوط نادي بحجم و قيمة الإسماعيلي بطريقة درامية, فتارة نجد الإسماعيلي مدجج بالنجوم يحارب الأهلي و الزمالك علي درع الدوري أو الوصافة, و تارة يهبط ليصبح أكثر أمانيه دخول المربع الذهبي أو الإقتراب منه.
الإسماعيلي يحاول جاهدًا أن يستفيق من بيع نجومه و هجرتهم الجماعية و الضرائب و قضايا الفيفا و المدربين المغمورين,  عشرات القضايا التي ينفضها عن كتفيه فلا ينفك أن تضرب إستقراره مجددًا, و لكن الدراويش يرفضون الإستسلام و للأسف.. بدون فائدة,, الأمر أشبه أن تركل حائط الفشل بالرأس, في كل مرة ستدمي أنت, و لن يتأثر الحائط.. و السبب؟

فيما يلي توضيح مفصل لوجهة نظري من خلال تجربتي القصيرة كعضو في لجنة التعاقدات, عن أسباب فشل الإسماعيلي في تحقيق أي بطولة في السنوات السابقة, علي عكس أندية أفقر مثل حرس الحدود, و أسباب نجاحه في التماسك أيضَأ:

و لكن قبل سرد أي شيء, يجب التعرف مسبقًا علي المرض الذي يعاني منه هذا النادي العريق, و الذي ألقي من قبله بأندية كبيرة حاصلة علي درع الدوري في غياهب الدرجات الأدني..

أ‌-    العشوائية:

 إن أردت أن تركل حائط الفشل فلا تركله بعشوائية.

 الإسماعيلي نادي محظوظ بمعني الكلمة, ما يفصل بينه و بين الإتحاد و المصري و المحلة غيرهم هو قاعدة ناشئين لا تنفذ, فلك أن تتخيل أنه في قمة الإستهتار بقطاع الناشئين بالنادي الإسماعيلي “خلال الفترة ما قبل تولي المجلس الحالي”, كنا قد أفرزنا حجازي لاعب فيورنتينا و مسعد عوض لاعب الأهلي و محمود وحيد لاعب انبي و المقاصة و منتخب الشباب و قائمة آخري لا تنتهي من لاعبين قيمتهم السوقية حاليا قد توازي قيمة الفريق الحالي للنادي الإسماعيلي, و بعد قدوم مجلس العميد أبو السعود و إهتمامه بقطاع الناشئين أصبح لدينا كتيبة آخري من لاعبين المنتخب الأوليمبي و الشباب.. لكن لازلنا في المركز المتأخر.. كيف تقضي العشوائية علي فرص الإسماعيلي “المحظوظ” في المنافسة , إليكم بعض الأمثلة:

–    عشوائية البيع:

ليس من العيب أن تبيع نجوم من فريقك, هذا ما تعلمناه من أندية كبيرة بحجم ريال مدريد و مانشستر بل حتي برشلونة, و بالعودة للدوري المصري فأنبي باع الصف الأول بأكمله  للأهلي و الزمالك, أو حتي للإحتراف الخارجي “المحمدي لهال سيتي الإنجليزي, صالح جمعة و كهربا و غيرهم للإحتراف, إسلام عوض و غيره للزمالك.. أحمد عبد الظاهر و وليد سليمان للأهلي.. و القائمة تطول”
و كذلك فعل المقاولين العرب, كلا الفريقين حقق مكاسب خيالية, لكن نموذج إنبي هو الأفضل, لأن الفريق يبيع و يحتل مراكز متقدمة, و لولا مفاوضات الأهلي و الزمالك مع لاعبيه هذا الموسم لكان له شأن آخر.

إذن البيع ليس نهاية العالم كما يتخيله جمهور الإسماعيلي, و لكن البيع الصحيح و ليس العشوائي, الأهلي يتفاوض مع روما الإيطالي عن بيع رمضان صبحي مقابل ثلاثة ملايين يورو أو أكثر,  و النادي القاهري يضع رجله اليمني فوق اليسري و هو يتفاوض الآن لأنه مرتبط بعقد يمتد ثلاثة سنوات و أكثر مع اللاعب, عمرو السولية يتلاعب بالإسماعيلي بكل إستهتار حاليًا لأنه يعلم أنه لو إستمر لستة أشهر آخري من دون تجديد عقده سيحصل هو علي ضعف العقد الذي سيحصل عليه في صفقة بيع, و في النهاية سيرضخ الإسماعيلي لشروطه و سيبيعه بثمن بخس لأنه لا يمتلك عقد ممتد مع اللاعب, السؤال هنا:

من الذي ترك اللاعب كل هذه الفترة؟, و بدأ يفاوضه قبل نهاية عقده بعام فقط!!

في الأندية الأوروبية- أو المصرية المحترفة كإنبي- نجد النادي يتفاوض بكل شفافية أمام الجميع مع لاعبه قبل سنتين من إنتهاء عقده, ثم يمنح اللاعب 6 أشهر للتفكير, في حالة رفض اللاعب التجديد يقوم النادي بعرض الأمر علي وسائل الإعلام “لقد فشلنا في التجديد مع اللاعب و سيتم عرضه للبيع بأعلي سعر” , ساعتها يكلف النادي الوكلاء بالبحث عن عقد مناسب في الخليج أو أوروبا أو حتي محليًا, في خلال 6 شهور الآخري يتم بيع اللاعب, أي أن اللاعب يترك النادي قبل سنة و نصف من نهاية عقدة و ليس قبل النهاية ب6 أشهر كما فعل عبد الله السعيد.

إذن الإسماعيلي لا يعرف كيف يبيع.. و لا يريد أن يتعلم كيف يبيع..

يتبقي الجزأ الأهم, ماذا بعد البيع؟ 

لماذا لا يتم التعاقد مع لاعبين في نفس مستوي اللاعب المراد بيعه؟.. لماذا لا نحقق الإستفاده المثلي من بيع اللاعب؟..
لأننا تنقصنا العين الخبيرة..

2-    من ستشتري:

إذا كان البيع لابد منه فالشراء أيضًا لابد منه, فكنا نري اللإسماعيلي يعرض سيد معوض للبيع و يخسر سمير فرج بالمجان ثم يشتري كريم مسعد!!, في المقابل نري ريال مدريد يفرط في دي ماريا من اجل جاريث بيل..

حتي بعد تولي اللجنة الفنية تجد اللجنة لا تمانع في بيع واحد من أفضل مدافع يتعامل مع الكرات الهوائية في الدوري المصري “العش” مقابل التعاقد مع من هو أقل منه.. كيف سنحرز البطولات إذا كنا لا نعلم كيف نشتري؟.

3-    العين الخبيرة, و العشوائية في التعاقد.

أرسن فينجر المدير الفني لأرسنال تابع فيرميالين مدافع أرسنال السابق و برشلونة الحالي لمدة موسمين في دوري الدرجة الثانية, ثم تعاقد معه ليصبح أهم مدافع في أرسنال و أساسي المنتخب البلجيكي..

قارن تجربة فينجر مع عليوة و كريم الضو و لاعب الأهلي الشاب , من تابع هؤلاء اللاعبين؟, لماذا يدفع الإسماعيلي 700 ألف جنية في لاعب مثل كريم الضو و لا يدفع المبلغ في أحسن مدافع أيمن في مصر في نفس النادي “سعد حسني” صاحب أفضل عدد من صناعة الأهداف في النسخة السابقة من الدوري المصري 13 “Assist”؟؟!

لماذا رفضت لجنة التعاقدات – و التي نحمد الله علي وجودها-  التعاقد مع أحمد الشيخ و محمود وحيد  و أحمد رؤوف و السيد حمدي “بتوصية شخصية مني” بالمجان و الآن نلهث خلفهم؟.

و للأمانة, اللجنة الحالية بقيادة سمير نصر و فادي صامؤيل و الرائع أحمد الشيخ و الدكتور جمال و عائلة أبو السعود هي مكسب كبير للإسماعيلي, يكفي نجاحهم في إبرام صفقات رائعة مثل أبو حبيب و عفروتو و  ناصر و بناهيني و غيرها بالمجان..

لماذا نفاوض اللاعبين بالشهور الطويلة أمام الإعلام و نترك أندية مثل سموحة و إنبي يحصلون عليه في النهاية؟, لماذا لا نتفاوض كمحترفين؟..
    
إنبي لديه العين الخبيرة, فيكفي أن ناشئين إنبي أصبحوا الأغلي في مصر حالياً ينافسه فقط الأهلي الذي إشتري أربعة مواهب شابة “تريزيجيه و رمضان صبحي و كريم بابمو و عمرو جمال” ب”تراب الفلوس” و أصبح ثمن رمضان صبحي فقط يفوق الثلاثة ملايين يورو!!.

الإسماعيلي يفقد العين الخبيرة, و لا يعلم كيف يستثمر الأموال التي ضخها الحاج محمد أبو السعود “مشكورًا” من جيبه الخاص.

الإسماعيلي عرض عليه عن طريق توصية من الأستاذ عمر الصاوي التعاقد مع باسم مرسي بالمجان, و هاتف الحاج محمد أبو السعود تليفونيا و كالعادة حياه الحاج علي الفكرة و لكن في النهاية حصل عليه الإنتاج الحربي و باعه للزمالك.. و عرض عليه أيضًا صلاح ريكو عندما كان ناشيء في الشرطة و لكن التسويف جعلنا نطلب اللاعب بعد أن وصل سعره لخمسة ملايين, كان هذا قبل وجود لجنة التعاقدات, إذن الإسماعيلي رفض باسم مرسي  و ريكو قبل اللجنة, و المصيبة أنه رفض أحمد الشيخ مهاجم المقاصة و محمود وحيد و رؤوف و السيد حمدي و غيرهم بالمجان بعد قدوم اللجنة.. و بتوصية شخصية مني في أول أيام عملي في اللجنة,  إذن الإسماعيلي يعاني من ترهل فكري!.

الحل :

1- التعاقد مع كشافين مشهود لهم بالكفائة

2- إضافة عنصر للجنة التعاقدات لدية العين و الرؤية

3- بناء جسر من التواصل مع محبي الإسماعيلي و قد تم عمل هذا الأمر عن طريق الفيسبوك الخاص بالأستاذ سمير نصر و غيرهم من اللجنة.

فيما يلي قائمة للاعبين من المتوقع تألقهم في الدوري الممتاز وضعها صديقي مدير الموقع “عمر الصاوي” أشكره عليها, و أعرضها علي لجنة التعاقدات, القائمة مقسمة لثلاثة أقسام, نجوم, لاعبون متوقع تألقها “إضافة”, لاعبون مبشرون علي المدي البعيد.

1-    تحضير ملفات التعاقد والاستغناء عن اللاعبين قبلها بفترة

ب‌ –    المدرب

الإسماعيلي لا يمتلك المدرب المتوسط , أنا لا أتحدث عن مدرب جيد, بل أعني أن الإسماعيلي لا يمتلك من الأساس مدرب متوسط منذ رحيل ثيو بوكير و محسن صالح, و الأخير كان متوسط بالمناسبة, لكنه إمتلك جيل رائع كان قوام منتخب مصر بعدها, فنري علي مدار الإثني عشرة سنة الأخيرة الإسماعيلي يترنح ما بين صبري المنياوي  و المرحوم طه بصري و  كسر المدربين الأجانب “نستثني ريكاردو رغم فشله النسبي في التجربة الأخيرة”, و غيرهم ممن لا يفقهون عن كرة القدم أكثر مما يفهم المشجع العادي, فلم نري مدرب قادر علي تطوير الشق الدفاعي مثلا, أو صناعة جمل هجومية ذات فكر تكتيكي, فكل من يدرب الإسماعيلي يتجه بعد فشله لأندية الدرجة الثالثة ثم يتم إقالته لسوء النتائج, ثم يجلس علي المقهي في إنتظار دوره مثل أبناء النادي.. و الدائرة لا تنتهي..

الإسماعيلي يحتاج بعد أن يتعلم كيف يبيع و كيف يشتري, أن يتعلم كيف يتعاقد مع المدربين القادرين علي إحداث الفارق, مدربين لديهم الجرأة أن يلقوا بناشيء أو إثنين في كل مباراة بعد الإطمئنان علي النتيجة, مدربين قادرين علي إثقال المواهب الشابة و إقتناص المواهب المتاحة في الدوري المصري و عمل التشكيل المثالي.. أنا أتحدث عن عقد يمتد لسنوات يقوم فيه المدير الفني بتطبيق فكره مثل مدرب بروسيا دورتموند يورجن كلوب, أو سيموني مدرب أتليتكو, و بالفعل كنت قد رشحت لمدير اللجنة ميدو لإهتمامة بالناشئين و الكرة الهجومية لكنه رفض إقتراحي بحجة وجود لاعبين بالفريق أكبر منه في السن!

ثم رشحت حمزة الجمل فقيل لي أن الحاج يرفضه.. و الآن إصطدمنا بمدير فني مثل طارق يحي وضع بصمته علي المصري و الإسماعيلي بقوة!.

الغريب في الأمر أن فادي صامؤيل هو من إقترح إسم طارق يحي علي الحاج و أصر عليه بحجة جمع النقاط في نهاية الموسم, و بعد كمية النقاط التي فقدناها أتمني لو كانوا قد تركوا ريكاردو لنهاية الموسم كما طلبت.

في النهاية أعود لأكرر نفس الجملة, كسر حائط الفشل يحتاج لخطة ذكية و ليس جهدًا خرافيا و مالًا وفيرًا, يحتاج للعلم و الرؤية, و نحن نمتلك القليل من هذا و ذاك..

في النهاية نوجه طلقات سريعة لمن يهمه الأمر:

1-    الإسماعيلي يجب أن يفعل مثلما تفعل الأندية الفقيرة في أوروبا, الإستثمار في صناع الألعاب “تسمي تجربة المليون دولار”, فمن المعروف أن أغلي لاعب كرة القدم هو صانع الألعاب مثل ميسي و كريستيانو رونالدو.. معظم الأندية المتوسطة و الفقيرة تقوم بشراء لاعبين صغار السن في هذا المركز لبيعهم, و الأندية الكبيرة تشتريهم ليكونوا نواة لفريق البطولة, لماذا لا نتعلم من تجربة الأهلي في تريزيجيه و رمضان صبحي و بامبو؟!..

2-    هناك لاعبين سيكون لهم شأن كبير في الإسماعيلي الفترة المقبلة مثل أحمد هاني و باهر المحمدي و عبد النبي و محمد صلاح.

3-    كينيث لا يصلح للعب في الإسماعيلي أو في فريق قمة – من وجهة نظري- لأنه لا يمتلك ذكاء كروي و ثبات رد فعل.. و هذا شيء لا يمكنك إكتسابه بالوقت.

4-    خطة 4 – 3 – 3 بمشتقاتها هي الأصلح للفرق التي تمتلك لاعبين مميزين في خط الوسط كالإسماعيلي.

5-    يجب علي مجلس الإدارة أن يتحلي بالشجاعة و يعلن عن تجربة الناشئين في الثلاثة مباريات المتبقية في الدوري لأن فوز المقاصة أنهي علي أمال الإسماعيلي بنسبة كبيرة.. لكن هل نمتلك الشجاعة لتجربة لاعبين مبشرين مثل باهر المحمدي و أحمد هاني و عبد النبي و محمد صلاح و احمد جمال و غيرهم؟.. أشك!

6-    إتحاد الكرة يعامل الإسماعيلي كالطفل .. عاوز تجيب حارس فلسطيني يا حبيبي؟, لا معلش قفلنا البند ده!!, مش عاجبك؟.. روح قول لبابا عمو مش موافق!,, إسلوب مستفز للغاية!,  لابد من وقفة مع إتحاد الكرة!!.

7-    جمهور الإسماعيلي لابد و أن يعلم أن الفترة السابقة لن تتكرر مجددًا, لقد أصبح لدينا الآن لجنة تعاقدات علي أعلي مستوي تتكون من شباب يعمل بالمجان و يوفر علي الإسماعيلي ملايين الجنيهات من السمسرة و صفقات علي شاكلة شنط و فتحي عبد المنعم و غيرهم.

8-    إنتقادي للجنة التعاقدات لا يمحي إعجابي الشديد بعملهم.

9-    إنتقادي لمجلس الإدارة لا يمحي إقراري بما فعلوه من أجل الإسماعيلي, فالمجلس الحالي سدد أخطاء خمس مجالس سابقة كانت ستلقي بالإسماعيلي إلي الجحيم.  

10-     الإسماعيلي مقبل علي فترة إنتعاش كروي و فني بشرط التخلص من العشوائية و الترهل الفكري.