محمد ابو العينين يكتب : الإسماعيلى وعبدربه. المبادئ أم الفوضى

حسنى عبدربه
حسنى عبدربه

التضحية بالجنين من أجل حياة الأم. ليست نظرية طبية تصلح فى عمليات الولادة المتعثرة ولكنها فى أغلب الأحيان نظرية يجب تطبيقها فى عالم كرة القدم عندما تندلع المشكلات بين النادى الكيان وابنه لاعب أو مدرب ويصبح فيها مطلوبا خسارة طرف لآخر، منعا للفتنة وإعلاء للمبادئ، فيكون القرار الأنسب هو التضحية بالابن أو الجنين الكروي.
تلك المقدمة باتت نبراسا يجب أن يتعامل معه مجلس إدارة النادى الإسماعيلى الحالى برئاسة العميد محمد أبوالسعود لإنهاء حالة الفوضى التى انطلقت فى المدينة الهادئة بسبب أزمة حسنى عبدربه كابتن الفريق مع مديره الفنى السابق أحمد حسام ميدو والتى رحل معها الأخير عن تدريب الفريق. فالقرار الأنسب للإسماعيلى والذى يحافظ على استقرار النادى فى مستقبله هو عرض حسنى عبدربه للبيع أو فتح الباب له للرحيل لأى نادٍ يختاره مع تقديم خطاب شكر له مستقبلا وفرصة العمل فى أى وقت بالنادى عند اعتزاله الكرة خاصة أنه وقتها سيكون نال عقابه على فعلته الأخيرة.
والاستغناء عن حسنى عبدربه بعيدا عن الأزمة نفسها أصبح ضرورة ملحة ترصد أسبابه وتأثيره وجوانبه الأهرام المسائي فى التقارير التالية.
1 – الغضب ينفجر فى الفريق. ورجال ميدو يطلبون الخلع:
الأزمة الأكبر التى يعيشها الإسماعيلى بسبب نجمه الأوحد حاليا هى حالة الفوضى التى تضرب الفريق ويحاول مجلس الإدارة السيطرة عليها فى ظل وجود عدد كبير من اللاعبين على خلافات شخصية مع حسنى عبدربه كان يسيطر عليها أحمد حسام ميدو مثل محمد صبحى حارس المرمى الساعى لاستعادة شارة الكابتن بشكل نهائى وأحمد سمير فرج الظهير الأيسر، بخلاف مجموعة أخرى ترغب فى الانتقام لميدو وحسم صراع الشعبية والشهرة أو الرحيل عن النادى ويتقدم هؤلاء محمود عبدالرازق شيكابالا صانع الألعاب القادم من الزمالك على سبيل الإعارة والذى يرغب فى الرحيل برحيل ميدو عن النادى وظهر بمستوى سيئ للغاية وحالة نفسية متراجعة فى لقاء مصر المقاصة الأخير فى رسالة صريحة إلى المسئولين تفيد أنه لن يبقى وفى نفس الوقت يؤكد الصدام القادم بينه وبين حسنى عبدربه الذى كان معارضا لاستقدامه وذلك فى حالة إجبار إدارة الإسماعيلى لاعبها الأسمر على البقاء حتى نهاية الإعارة وسداد قيمة القسط الثانى فى إعارته، وهناك لاعبون متضامنون أيضا مع ميدو مثل مروان محسن وتوريك جبرين ومحمود عبدالعزيز وسعد حسني.
2 – بعد وصوله لـ31 عاما. مركزه متضخم والبدائل كثيرة:
ماذا يمكن أن يقدمه حسنى عبدربه؟ سؤال يطرح نفسه ويعد مصيريا فى حسم مستقبل اللاعب مع النادى، وإجابته أهملها المجلس الحالى فى اجتماعه الأخير بعدما وافق فقط على استقالة أحمد حسام ميدو المدير الفني.
وبالنظر إلى مستوى حسنى عبدربه حاليا نجد أنه بعيد تماما عن المستوى الذى كان عليه قبل سنوات فهو مستبعد من صفوف المنتخب الوطنى بشكل شبه رسمى منذ سبتمبر 2014 أى منذ أكثر من عام وقبلها قضى عاما كاملا رما لاعبا بديلا فى تجارب شوقى غريب الودية أو مع بوب برادلى المدير الفني.
فى نفس الوقت، تجاوز حسنى عبدربه حاجز الواحد والثلاثين من عمره وأجري
أكثر من عملية جراحية فى الركبة بالرباط الصليبي، ولم يكن النجم الأول فى تشكيلة الدراويش هذا الموسم خلال فترة الوئام بينه وبين ميدو وكان يأتى متأخرا بعد لاعبين مثل شيكابالا ومروان محسن وإيمانويل بناهينى وغيرهم.
وفى نفس الوقت، أصبح مكانه فى الملعب حافلا بوجود أسماء عديدة يمكن لها أداء نفس الدور مثل عماد حمدى أهم اكتشافات ميدو والإسماعيلى هذا الموسم ومحمود عبدالعزيز زيزو ومحمد فتحى وأيضا محمود المتولى وهى أسماء يمكن لها أن تؤدى نفس الدور فى الفترة المقبلة.
3 – بعد 13 سنة خدمة. نجم بدون بطولة:
رغم الشعبية الكبيرة التى يملكها حسنى عبدربه داخل الإسماعيلية إلا أنه يبقى لاعبا بلا إنجازات على الإطلاق، فلا يتضمن تاريخه أى بطولة قاد الفريق لها، ويأتى فى مرتبة متأخرة بين أساطير ارتدت قميص الدراويش عبر تاريخه مثل على أبوجريشة وعبدالرازق بازوكا نجمى الإسماعيلى اللذين قاداه لبطولتى الدورى ودورى أبطال إفريقيا عامى 1967 – 1970 أو محمد بركات مايسترو الجيل الذهبى الحائز على لقبى بطل الدورى والكأس فى الألفية الثالثة أو محمد صلاح أبوجريشة الهداف التاريخى للنادى أو المحترف النيجيرى جون أوتاكا أفضل لاعب أجنبى احترف فى الدراويش وقبل هؤلاء جميعا رضا أسطورة النادى الأولى وصانع إمبراطورية الدراويش بدون بطولة فى أواخر الخمسينيات ومطلع الستينيات.
فمنذ ظهوره فى الفريق الأول عام 2002 لم يحقق حسنى عبدربه طيلة 13 عاما متصلة أى بطولة للإسماعيلى بعكس الحال مع المنتخب الوطنى الذى حقق معه على لقب بطل كأس الأمم الإفريقية مرتين عامى 2008 – 2010.
وكانت أبرز نتائج حسنى عبدربه مع الدراويش هى الوصول إلى نهائى دورى أبطال إفريقيا عام 2003 والذى خسره الإسماعيلى أمام أنيمبا النيجيرى والوصول فى نفس العام إلى نهائى كأس مصر.
4 – أجمل سنواته الكروية قضاها فى الخليج. وتجربته الأوروبية فشلت:
الخيانة مقابل الوفاء. لعبة أطلقها مقربون من حسنى عبدربه فى محاولة
لإجبار إدارة النادى على تخفيض درجة العقاب ضد ابن الإسماعيلية بداعى زنه ضحى كثيرا من أجل النادي، وهى مقولة خاطئة يجرى الترويج لها بشكل مستفز لمشاعر الجماهير التى تعشق الانتماء للكيان.
وبالنظر إلى علاقة عبدربه مع الإسماعيلى نجد أنه أكثر لاعب استفاد من دعم النادى له، وعبر عدة مجالس إدارات مختلفة نال عبدربه فرصة الرحيل لخوض تجربة الاحتراف فى عدة أندية عربية وأوروبية لتأمين مستقبله المالى فى أوقات كانت الكرة المصرية بشكل عام والإسماعيلى بشكل خاص يعانى من الإفلاس.
ففى فترة ما قبل 25 يناير 2011، وفى وجود رجل أعمال يدير النادى هو يحيى الكومى نال حسنى عبدربه فرصة الاحتراف فى ستراسبورج الفرنسى موسم 2005 – 2006 ولم يوفق هناك وعاد بعد عام واحد للدراويش، ثم أعير موسمين متتاليين فى أهلى دبى الإماراتى عامى 2007 – 2009، وإذا كان النادى استفاد ماليا فحسنى عبدربه استفاد أيضا خاصة أنه ذهب برغبته وفى نفس الوقت، كان ينال مع كل عودة عقدا ماليا هو الأضخم.
وبعد ثورة 25 يناير ذهب حسنى عبدربه للاحتراف فى السعودية مرتين لعب فيها لناديى اتحاد جدة والنصر وجنى خلالها مبالغ طائلة فى وقت لم يكن اللاعب فى مصر يتقاضى مستحقاته بسبب الإفلاس لتوقف النشاط.

بقلم : محمد ابو العينين

المصدر : الاهرام المسائى

اترك رد

Please enter your comment!
Please enter your name here